إبراهيم بكري: هل نفكر إبداعيا؟!
الرياضة بوصفها علمًا لا تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى من ناحية ارتباطها بالنظريات العلمية، التي تسهم في تطورها وتجويد عملها.
ومن أجل ضمان مواكبة الرياضة السعودية، من الناحية الإدارية، المجالات الأخرى، التي تميَّزت بنجاحاتها، يجب أن نؤمن بأهمية القيادة الرياضية في المنظمات على مختلف الأصعدة، من وزارة الرياضة إلى الأندية الرياضية.
سأخصِّص هذه الزاوية كل يوم جمعة لتسليط الضوء على علم الإدارة الرياضية وقيادة المنظمات الرياضية.
واليوم سأتحدث عن كتاب «فن التفكير الإبداعي» دليلك إلى الإبداع والتفكير خارج الصندوق للكاتب إدوارد دي بونو:
يقدم المؤلف نظرية شاملة ودقيقة عن كيفية تطوير قدراتنا على التفكير بطرق خلاقة وابتكارية. دي بونو، الذي يُعرَف بأنه رائد فكرة «التفكير الجانبي»، يؤكد على أن الإبداع ليس موهبة فطرية محصورة بالقلة، بل هو مهارة يمكن تعلمها والتدرب عليها.
يشرح دي بونو أن التفكير الإبداعي يختلف عن التفكير التقليدي المنطقي، والذي يعتمد على الربط بين الأسباب والنتائج والاستنتاج المباشر. بدلاً من ذلك، يتطلب التفكير الإبداعي القدرة على رؤية الأشياء من زوايا مختلفة، والتحرر من القيود والافتراضات المسبقة، والتخيل بطرق جديدة.
ومن هنا جاءت فكرة «التفكير الجانبي» التي يدعو إليها دي بونو. فبدلاً من السير في الطريق المباشر للوصول إلى الحل، يجب علينا أن نتخذ مسارات جانبية قد تبدو أحيانًا «غير منطقية»، ولكنها تفتح أمامنا آفاقًا جديدة للتفكير والابتكار. كما يشرح دي بونو أن التفكير الإبداعي لا ينحصر في المجالات الفنية والأدبية فحسب، بل له تطبيقات واسعة في مختلف مناحي الحياة اليومية والمهنية.
يقدم الكتاب العديد من التمارين والتقنيات العملية لتنمية وتطوير مهارات التفكير الإبداعي. منها على سبيل المثال:
- تحدي الافتراضات المسبقة: التساؤل عن الحقائق والمسلمات التي نعتبرها بديهية، والبحث عن طرق جديدة لرؤيتها.
- استخدام التشبيهات والاستعارات: محاولة إيجاد روابط بين الأشياء والمفاهيم المختلفة لتوليد أفكار جديدة.
- تأجيل الحكم: تعليق الحكم والنقد في المراحل الأولى من عملية التفكير لإتاحة المجال للأفكار الجديدة.
- التفكير بطريقة عشوائية: استخدام مثيرات عشوائية كنقطة انطلاق للتفكير والوصول إلى حلول مبتكرة.
لا يبقى إلا أن أقول:
كثير من المشكلات في رياضتنا السعودية على مستوى تحقيق المنجزات أو الإدارة تشعر أن التفكير دائمًا يكون تقليديًا بدون التفكير من زاويا أخرى تساهم في حلول إبداعية يكون لها الأثر الإيجاب في علاج المشكلة من جذورها بدلاً من المسكنات و الحلول المؤقتة التي لا تعالج الخلل.
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الرياضية» وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك.
نقلا عن الرياضية
التعليقات (0)
التعليقات مغلقة